وكالة المنارة الإخبارية_ نواذيبو : تميز اليوم الثاني من مهرجان الأدب بمدينة نواذيبو المنظم من طرف اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين "نسخة الأديب الراحل سيدي عبد الله ولد الغيلاني" المنظم تحت شعار: "الساحل طريق الفاتحين" بمحاضرات قيمة تحدثت الأولى عن الأدب الساخر ترأس الجلسة الوزير السابق عبد الله السالم ولد المعلى وتناول الموضوع بعفوية وتحليل متقن كل من الأساتذة منير ولد إخليه وعبد الباقي محمد وقد تحدث كل منهما عن السخرية التي هي قلب حقيقة ووضعها بشكل آخر وفق تعبير عبد الباقي، مؤكدا أن العرب اهتمت بها قديما مثل ما جاء في شعر المتنبي وابن زيدون.
مستشهدا ببعض أشعار السخرية من المجلس البلدي، الذي تحركت له جماهير المهرجان بعفوية وطرافة.
مستعرضا بعض رواد الأدب الساخر بموريتانيا الذين منهم على سبيل المثال امحمد ولد أحمد يوره والأديب الكاتب محمد فال ولد عبد اللطيف وغيرهما ...
مختتما بأبيات شعرية في السخرية لكل من التقي ولد الشيخ والأمجد محمد الأمين السالم ، مثل قول هذا الأخير في أدب السخرية:
على قدر أهل الفقر تأتي المشاكل ... وكل فقير في الحياة مقاتل
ليفسح المجال بعد ذلك للأستاذ منير إخليه الذي قال إنه سيعقب بدل أن يحاضر مؤكدا على الاستشهاد بجريدة "أشطاري" كنموذج يحتذى به في أدب السخرية، مستعرضا في الوقت نفسه ألوانا من أدب السخرية ومنهم "أزريگه" وأنها خليط من الألفاظ يحقق ما تريده القصائد العصماوات ، كما توجد فيها منظومات ومقطوعات ...
ليفسح المجال للمتدخلين الذين أثروا المحاضرة وتفاعلوا معها كثيرا، وجمعت بين الطرافة والظرافة.
المحاضرة الثانية تتحدث عن الشيخ الشريف سيد احمد العروسي"الصحراوي" وتناول المحاضرة الأستاذ عال ولد المرواني وتحدث عن نسب الشيخ الشريف، وعن أحفاده، مستعرضا مكانته العظيمة لأنه أحد الصالحين الذين سجلهم التاريخ في الذاكرة منذ عقود.
أما المحاضرة الثالثة فقد تناولها الدكتور محمد يحي باباه وترأسها الدكتور التقي ولد الشيخ وهي بعنوان "النثر الفني في الساحل خلال القرن الخامس الهجري" (نصوص الإمام الحضرمي نموذجا)
واستعرض المحاضر تقديما مقتضبا عن ما زخرت به شنقيط أرض المنارة والرباط في القرن الخامس للهجري، وأثار المحاضر بعض النقاط الهامة مطالبا بالمساهمة في نشر عمل هؤلاء الأعلام.
رئيس الجلسة الدكتور التقي ولد الشيخ أوضح ما تميز به المرابطون منوها باهتمامهم باللغة العربية.
وقد علق على المحاضرة الدكتور محمدو ولد أحظانا رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين.
كما تميز المساء بمحاضرات علمية هامة تناولت كل من "منحى النصوص عند الشيخ ماء العينين" وكانت من تقديم هيبتن ولد الشيخ ماء العينين، وتناول فيها حياة الشيخ وعلمه ونسبه.
فيما كانت المحاضرة الأخرى عن "المقاومة بصفة عامة وفي الساحل على وجه الخصوص" قدمها المحاضر محمد سعيد ولد بوسيف وتناول الإبداع الأدبي الذي عرفته المقاومة الوطنية في موريتانيا وفي الشمال على وجه الخصوص، والنبراس المضيء لحملة السيف المدافعين عن أرضهم .
وتناولت المحاضرة الثالثة قراءة في مؤلفات الشيخ محمد المامي ودوره العلمي وحياته.
المحاضرة الأخيرة من تقديم الأستاذ الامجد محمد الامين تناول فيها أدب العلامة امحمد ولد الطلبة "اليعقوبي" مستعرضا قراءة انطباعية عن نصوص الشاعر ، مشيرا إلى أنه يلامس أحيانا العلامة امحمد ولد احمد يوره، مستشهدا بقصائد ذاع صيتها لولد الطلبة يعارض فيها قصائد لبعض الشعراء مثل معارضته لحميد بن ثور الهلالي، متوقفا عند النزعة الكلاسيكية للعلامة امحمد ولد الطلبة اليعقوبي. وقد علق على المحاضرة الوزير السابق عبد الله السالم ولد المعلى، ورئيس المجلس الأعلى لاتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين محمد الأمين ولد أنه وأكد كل منهما أن محمد ولد الطلبة يمتاز بلغة معجمية نادرة، مضيفا كل منهما أن شهرة ولد الطلبة الأدبية غطت جوانب عديدة من شخصيته العلمية، منها القضاء وتميزه في الفقه واللغة.
لتبدأ بعد ذلك السهرة الأدبية والثقافية التي شهدت قراءات شعرية فصيحة وشعبية لكبار الأدباء والشعراء وبعض الأدباء الشباب، وقد حضر المهرجان لفيف كبير من أهل الأدب وجمهور الثقافة بالعاصمة الاقتصادية نواذيبو.
تقرير موفد "وكالة المنارة الإخبارية" بنواذيبو
