أميركا 2020.. حدثان تاريخيان يحددان مصير ترامب

خميس, 01/02/2020 - 09:44

حدثان تاريخيان تستعد لهما الولايات المتحدة خلال العام الجديد. الحدث الأول معروف تاريخه مسبقا، إذ يشهد الثلاثاء الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني القادم انتخابات رئاسية يخوضها الرئيس دونالد ترامب أمام مرشح أو مرشحة ديمقراطية.

الحدث التاريخي الثاني لا يعرف أحد بعد موعدا له ولا زمنا محددا للانتهاء منه، ويتعلق بمحاكمة مجلس الشيوخ للرئيس.

تبرئة.. إدانة.. محاكمة
لم ينتج عن تحقيقات روبرت مولر المتعلقة بتدخل روسيا في انتخابات 2016 توجيه اتهامات للرئيس ترامب بالتواطؤ مع الجانب الروسي.

وخلال التحقيقات التي أجراها مولر في سرية تامة وبمساعدة من فريق من الخبراء والمحامين المتخصصين واستمرت عامين، وجه المحقق الخاص (مولر) اتهامات إلى 34 شخصًا وثلاثة كيانات، بما في ذلك 26 من الأفراد وثلاث من الشركات الروسية، وستة من مساعدي ترامب السابقين.

وعلى مدى عامين كاملين، أكد ترامب أنه ومنذ البداية ضحية حملة تشويه، وواصل مهاجمة مولر على هذا الأساس حتى قبل ساعات قليلة من تسليم تقريره النهائي.

ورأي الكثير من الخبراء أن الرئيس خرج منتصرا من تحقيقات مولر، إذ إن التقرير النهائي لم يوجه أي تهم لترامب أو لأفراد عائلته. واعتبر الرأي العام الداخلي أن ترامب كان محقًا عندما أكد طيلة عامين أنه لم يكن هناك تواطؤ.

ومن قلب تحقيقات مولر خرجت أزمة أوكرانيا، وخلال أيام قليلة أصبحت هذه الدولة الأوروبية محور تحقيقات أجرتها عدة لجان بمجلس النواب الأميركي انتهت بإدانة ترامب.

وبدأ الفصل الأخير من هذه الأزمة مع شكوى تقدم بها مُبلغون حول مكالمة هاتفية جرت يوم 25 يوليو/تموز الماضي بين ترامب ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي طالبه فيها بالتحقيق في شبهات فساد تتعلق بهنتر ابن جو بايدن المرشح الديمقراطي ونائب الرئيس السابق.

وأصبح ترامب ثالث رئيس أميركي يواجه اتهامات رسمية ومحاكمة قد تقضي بعزله، بعد موافقة مجلس النواب على توجيه اتهامين للرئيس باستغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس.

وصوت مجلس النواب لتوجيه تهمة سوء استغلال السلطة بأغلبية 230 صوتا مقابل رفض 197 صوتا، كما صوت على اتهام الرئيس بعرقلة عمل الكونغرس بأغلبية 229 مقابل رفض 198 صوتا.

من المنتظر أن يواجه ترامب محاكمة أمام مجلس الشيوخ، لكن إدانته وعزله يتطلبان موافقة ثلثي أعضاء المجلس الذي يسيطر عليه أنصار ترامب من الجمهوريين، وهو ما يستحيل تصوره في حالة الانقسام غير المسبوق الذي تعرفه البلاد.

اعلان

وتقليدا يقوم مجلس النواب بإرسال عريضة الاتهام التي مررها إلى مجلس الشيوخ ليبدأ في محاكمة الرئيس.

غير أن نانسي بيلوسي (رئيسة مجلس النواب) لم تستبعد تجميد إجراءات العزل، وعدم ارسال عريضة الاتهام رسميا للشيوخ. وكان بعض الديمقراطيين طالبوا بتأجيل إرسال عريضة الاتهام لمجلس الشيوخ لعدم ثقتهم بوجود ضمانات كافية لمحاكمة جادة وعادلة من الجمهوريين.

أزمات قد تنفجر
انتهي عام 2019 وبدأ 2020 على وقع أزمة غير مسبوقة بين واشنطن وطهران ساحتها العراق، وتحديدا محيط السفارة الأميركية بالمنطقة الخضراء وسط بغداد.

ومنذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، وتبنيه سياسة الضغط الأقصى على طهران، شهدت منطقة الخليج تطورات شديدة الخطورة.

هوجمت عدة ناقلات نفط، وأسقطت طهران طائرة أميركية مسيرة، ووقعت هجمات استهدفت منشآت شركة آرامكو بالسعودية نتج عنها وقف ضخ نصف البترول السعودي للأسواق العالمية لعدة أسابيع.

ولا يستبعد الخبراء تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن بما يمكن أن يؤدي إلى وقوع مواجهات عسكرية لا يريدها الطرفان.

وبعيدا عن الخليج العربي شهدت الساعات الأخيرة من العام المنصرم انتهاء مهلة أعلنها زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون تتعلق بوقف اختياري للتجارب النووية وتجارب الأسلحة الباليستية العابرة للقارات.

وبعد تقارب شهدته علاقات الدولتين خلال 2018 و2019 توج بقمتي سنغافورة وهانوي، وصلت المفاوضات حول برنامج كوريا الشمالية النووي إلى طريق مسدود.

وتعهدت بيونغ يانغ بأن يشهد العالم "سلاحا إستراتيجيا جديدا ستمتلكه جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في المستقبل القريب". وتأتي تصريحات كيم بعد أن انتهت مهلة غايتها نهاية العام كان قد منحها لواشنطن لاستئناف المحادثات النووية.

انتخابات بلا توقعات
وستطغي خلال عام 2020 أخبار وتطورات سباق الانتخابات الرئاسية التي ستجري بين ترامب ومنافس أو منافسة من الحزب الديمقراطي.

ويتنافس على بطاقة الحزب الديمقراطي ما يقرب من عشرين مرشحا، إلا أن أغلب استطلاعات الرأي قلصت المنافسة الفعلية لثلاثة منافسين هم السيناتور بيرني ساندرز والسيناتورة إليزابيث وارين، وكلاهما يتبنى أجندة يسارية تقدمية، والمنافس الأخير هو بايدن الذي يمثل تيار الوسط بالحزب.

ورغم فوز ترامب بالرئاسة وتحقيقه النصر طبقا لنظام المجمع الانتخابي، فإن المرشحة الخاسرة كلينتون حصلت على أصوات تزيد عما حصل عليه ترامب بمقدار من 2.9 مليون صوت.

وتشير تلك الحقيقة إلى أن التغيرات السكانية التي تشهدها أميركا عن طريق الزيادة الطبيعية بأعداد المواليد والزيادة الناتجة عن طريق الهجرة تؤثر بشكل كبير على الخريطة الانتخابية المستقبلية بصورة قد لا تدعم حظوظ الجمهوريين في المستقبل القريب.

فوز ترامب بالرئاسة وتغلبه على المرشحة الديمقراطية (كلينتون) تحقق بفارق بلغ 77 ألف صوت في ثلاث ولايات حاسمة هي ميتشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن.

اليوم وبعد ثلاث سنوات في الحكم، لا يضمن ترامب انتصاره بانتخابات هذا العام، إذ لا يستطيع ضمان الفوز بتلك الولايات (الحاسمة) المتأرجحة الأهم لانتخابات 2020.

المصدر : الجزيرة

وكالة المنارة الإخبارية

على مدار الساعة