ذكرى انقذت امتين/المصطفى ولد محمد الأمين

أربعاء, 07/10/2019 - 20:16

 يتقاسم معي مئات آلاف الموريتانيين والأشقاء الصحراويين هذا التصور ومثلهم كل الملمين بحرب موريتانيا وحركة البوليساريو (1975-1978) ؛ وهو أن قادة اللجنة العسكرية للإنقاذ الوطني تدخلوا في وقت كانت بلادنا موريتانيا في أمس الحاجة إليه ، نظرا لما عاناه جيشنا الوطني وقواتنا المسلحة غير الجاهزين وغير المجهزين بضرورات الحرب وأدبياتها وماتعرضنا له من خسائر بشرية ومادية ومثلنا في ذلك الأشقاء الصحراويون

  وحقيقة الأمر يختصرها لنا أب الأمة الموريتانية : الرئيس: المؤسس المختار ولد داداه - تغمده الله برحمته الواسعة -حين ذكر من ضمن أخطاء الفترة الخمس الدخول في حرب لاطائل من ورائها سوى تحقيق مصالح بعض الأطراف الخارجية ...!
 إن تلك الحرب لم تكن مبررة بأي مسوغ من مسوغات فنون الحرب المعروفة 
لا من حيث المشروعية، ولامن حيث التوقيت، ولاحتى من حيث المصالح العليا للبلدين، بل كانت خطيئة استراتيجية تنضاف لسجل الحروب الظلامية عبر التاريخ البشري ، أما مايتعلق بتتالي الإنقلابات فلم تكن عدى ظاهرة صحية في القارة السمراء والعالم الثالث بوجه عام فنادرا ما تخلو دولة من دول العالم من انقلاب أو محالة له بغض النظر عن نجاحه من فشله  ولاتزال ظاهرة الإنقلاب العسكري أوحركة التصحيح كما تحلو للبعض تسميتها  لاتزال تضرب بظلالها كل العالم حتى اليوم بل غدا  وما بعد غد وغالبا مايكون مسوغ التدخل بدافع تسوية بعض الأزمات العادية أو بدافع طموح شخصي أو بدافع دعم خارجي تمليه مصالح بعض الدول والإديولوجيات والمعسكرات...
 أما التدخل في يوم العاشر من يوليو 1978 جاء صونا للدماء والأعراض والأموال والبقاء في كينونة الحياة ومايقتضي ذلك من الحفاظ على كيان الدولة الفتية وجيشها الناشئ منذ أقل من عقدين من الزمن وهو   ماكان محل جدل وإثارة في حال استمر فتيل الحرب بين الأشقاء أكثر من هذا اليوم المشهود .
ولمن يود أن يطلع على ضرورة ذلك التدخل  يوم العاشر من يوليو 1978 ما عليه إلا أن يستمع إلى شهادات من عاصروها ومن بحث في تفاصيلها ناهيك عمن شارك فيها من قواتنا البواسل وشهادات الطرف الآخر(جبهة البوليساريو ) لتجد بصدق أن الرئيس: المصطفى ولد محمد السالك رحمة الله تعالى عليه ورفاق دربه الوطنيين قاموا بعمل عظيم خلده التاريخ البشري خدمة للمنطقة و تحقيقا للسلام المنشود في أي زمان ومكان ، كما أن هؤلاء الفرسان لم يكونوا أبدا ممن يرنون إلى حياة البذخ والترف ورخاء العيش فاغلبهم إن لم يكن كلهم مسكون بجو البادية وطبيعتها الساحرة ولعل هذا ما يفسر للجميع زهدهم الكبير حينما تنازلوا عن السلطة ورغباتها بجرة قلم غير مكترثين بخيارات التمسك بالمناصب السامية و الرياسة المغرية وهي لعمري  عديدة ومتنوعة مثل ما يفعل سدنة كراسي الحكم وحب السلطة و النفوذ .

 

القسم: 

وكالة المنارة الإخبارية

على مدار الساعة