احتضن مركز الاتصال و الإعلام بمباني إذاعة موريتانيا مساء اليوم الأحد ال 23 فبراير 2020 ندوة حوارية جديدة من المنصة السياسية و الحقوقية بعنوان "حقوق الإنسان في موريتانيا".
و استهلت فعاليات الندوة بتلاوة آيات عطرة من كتاب الله العزيز؛ ألقى إثرها السيد أحمد ولد سيد محمود كلمة بإسم إذاعة موريتانيا، اوضح فيها أن تنظيم الندوة الحقوقية و السياسية الثالثة يأتي ليكرس مبدأ اطلاق فضاء الحريات، الذي تنتهجه إذاعة الخدمة العمومية، بهدف بحث قضايا حقوق الإنسان.
و أشار الى أن تطوير مضامين الخطاب الإعلامي سيوفر و يضمن تأسيس أرضية ملائمة لغرس السلم و العدل و العلم، و هو ما يجسده تنظيم ندوة هذا المساء من المنصة الحقوقية و السياسية، يضيف المتحدث.
و نبه الى أن دور المواطنين على اختلاف مشاربهم و توجهاتهم هو ان يشعروا بالمسؤولية عن بلاد المآذن و المحاظر، بلاد قيم التسامح و التلاحم، التي تحيا في أبناء الشناقطة، أبناء فوتا و بلاد التكرور من رسل السلام و المحبة من حفدة أرتال الذاكرين و المسبحين في ربوع موريتانيا، المعبدة بمداد العلماء و دماء الشهداء، على حد وصفه.
و بين أن العالم أجمع يولي اليوم اهتماما متزايدا بالآثار الخطيرة المترتبة على ألوان خطابات الكراهية او ما يصطلح عليه (بالانجليزية Hate speech ).. لكونها مسلكا يصادم قيم التسامح و العيش المشترك.
كما أهاب المتحدث بإسم الإذاعة، في ختام كلمته، بجنود الإعلام الجديد، و رواد فضاءات التواصل، و ابناء الجامعات إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه الوطن و قضاياه الفكرية و التنموية و الأمنية.
بدوره، قدم السيد رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، ضيف شرف المنصة، الأستاذ أحمد سالم ولد بوحبيني عرضا عن الجهود، التي اطلعت بها الهيئة في مجال صون حقوق الإنسان على المسوى الوطني، و استشرف ما ستقوم به اللجنة من نشاطات تعزز المكاسب و تقلص من النواقص المسجلة.
إلى ذالك، تحدث عن 'دولة القانون و الحريات' و محوريتها في صون حقوق الإنسان السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية؛ و عن أهمية 'تكافؤ الفرص' أمام الجميع.. و ما يقود اليه ضمانها بقوة القانون من إذابة للفوارق المادية و المعنوية في المجتمع الواحد.
و خلص الى ان بلادنا تملك فرصا متعددة للنهوض و النماء بفضل ظهور الغاز.. الذي سيشرع في استغلاله قريبا... كما نوه الى ان لجنة حقوق الإنسان تنظر بإيجابية كبيرة الى برنامج "تآزر" متمنيا، في هذا الصدد، أن ينفذ وفق الأطر القانونية السليمة، التي تضمن استفادة جميع المستهدفين من مخصصاته المالية الضخمة.
بعد ذالك، تتالت مداخلات ضيوف ندوة المنصة و حضورها الكريم، مداخلات اسهبت في معالجة محددات متعددة من ضمنها 'قيم الجمهورية' و 'الحريات و الحقوق' و 'خطر خطابات الكراهية' و 'التنوع: مؤاخاة و تآزرا' .
و على تنوعها، ثمنت المداخلات إختيار الموضوع؛ و شخصت واقع حقوق الإنسان في بلادنا، منوهة بما تحقق من مكاسب هامة في هذا المنوال؛ داعية، في مجملها، مختلف الفاعلين في الحقل الحقوقي و الجمعوي إلى مواصلة و تكثيف الجهود الرامية إلى الرفع و الرقي بمكانة الإنسان الموريتاني، كما طالبت الجهاز الحكومي بالسهر على التحسين الدائم من أداء القطاعات الحيوية اللصيقة بحياة المواطن البسيط و تسهيل حصوله على حقه كاملا في مجالات التعليم و الصحة و الأمن.
هذا، و قد شارك في هذه المنصة الحقوقية، التي بثت بشكل مباشر و موحد عبر اثير الإذاعة المركزية و محطاتها الجهوية ال14، و كذا عبر شاشة قناة شنقيط الفضائية، خبراء و قادة رأي و حكماء و مدونون و إعلاميون بارزون، حاورهم باللغتين العربية و الفرنسية الزملاء عالي عبد الله و سيرى سيدبى، تحت اشراف مباشرة من الإدارة العامة لإذاعة موريتانيا.