ملاحظات سريعة على لقاء إسلك بالرئيس. /محمد الأمين الفاظل

ثلاثاء, 10/20/2020 - 23:30

لدي بعض الانشغالات في هذه الأيام تحد من التعليق على الأحداث الجارية، ولكن لقاء وزير الخارجية السابق (إسلكو) برئيس الجمهورية، وما أثاره من نقاش واسع في مواقع التواصل الاجتماعي جعلني أفكر في نشر تعليق سريع حول ذلك اللقاء.
(1)
لا أملك من المعلومات حول هذا اللقاء إلا ما نُشر عنه في المواقع، ولم أبحث أصلا عن معلومات لأني لا أرى لها أي أهمية في تغيير وجهة نظري حول اللقاء..أقول هذا الكلام لأن لدي بعض الاستنتاجات التحليلية التي أرى بأنها تقترب من المعلومات، وسأعتبرها معلومات، إلى أن أتوصل إلى معلومات تفندها.
(2)
أول استنتاج تحليلي يمكن أن أقدمه في هذا المجال هو أن فرضية تسوية هذا الملف في مثل هذا الوقت تبقى شبه مستحيلة. لا أظن أن تسوية الملف في مثل هذا الوقت ممكنة، بل إني أعتقد أنه أصبح خارج دائرة التسويات.
(3)
حتى ولو افترضنا جدلا بأن هناك تسوية تطبخ على نار هادئة، فمن المؤكد بأن وزير الخارجية السابق الذي اتخذ موقفا حادا لن يكون هو رجل تلك التسوية. هل تعتقدون بأن الرئيس غزواني إذا فكر في تسوية ما لهذا الملف سيلجأ إلى الشخص الذي كان أكثر حدة، والأكثر تموقعا مع "خصمه"؟
(4)
هناك ملاحظة ذكية تقدم بها الصديق سيدي محمد بلعمش وذلك عندما تساءل عن سر غياب إسلكو عن التدوين، وهو الذي كان ينشر بشكل شبه يومي..هذا الغياب قد يساعد تحليليا في فهم خلفيات اللقاء.
(5)
الرئيس غزواني منذ فتحه لهذا الملف اعتمد على إستراتيجية واضحة قائمة على أنه لا يريد أن يخسر أي أحد من رجال النظام السابق، ولقد عمل على عزل الرئيس السابق عن أركان نظامه، ونجح بشكل كبير في ذلك، وربما يكون اللقاء بالوزير إسلكو يدخل في إطار هذه الاستراتيجية...يبقى أن أقول بأن هذه الإستراتيجية كانت مهمة في الفترة الماضية، ولكني أعتقد بأن صلاحيتها ستنتهي بعد وصول الملف إلى القضاء.
(6)
التسوية المحتملة حسب وجهة نظري ستكون بعد وصول الملف إلى القضاء، وربما بعد صدور الأحكام، وأظنها ستكون تحت عنوان : النجاة من السجن مقابل إعادة الأموال المنهوبة.
(7)
كملاحظة أخيرة، وهذه ترتبط بالجانب السلوكي للرئيسين السابق والحالي، وهي تبعد بدورها أي فرضية للتسوية..الرئيس غزواني معروف بعدم التسرع والتأني من قبل اتخاذ القرارات، وهو لا يتخذ قرارا من قبل دراسته بشكل جيد، وهذا النوع من الرجال عندما يتخذ قرارا يصعب عليه أن يتراجع عنه..عندما قرر الرئيس غزواني أن يفتح هذا الملف أصبح من المستبعد جدا جدا جدا أن يغلقه من قبل الوصول إلى النهاية. في المقابل فإن الرئيس السابق محمد عبد العزيز يعرف بالسرعة في اتخاذ القرارات وبروح المخاطرة، فهو إما أن يربح كل شيء أو يخسر كل شيء ..أيضا هذا النوع من الرجال لا يميل إلى المساومة ولا إلى التسويات، وهو لا يتوقف في منتصف الطريق، لا يتوقف إلا بعد أن يربح كل شيء أو يخسر كل شيء ..كثيرون يستغربون من الرئيس السابق سيره في طريق سيجعله في النهاية يخسر كل شيء، ولكن ما فات أولئك بأن الرئيس السابق قد خاطر عدة مرات وحقق أرباحا من تلك المخاطرات، الشيء الذي جعله يخاطر هذه المرة، دون أن يدري بأن المخاطرة هذه المرة قد تكون مكلفة، بل مكلفة جدا.

القسم: 

وكالة المنارة الإخبارية