المعجم التاريخي/الأستاذ محمد سالم ولد جد

خميس, 11/05/2020 - 15:42

بعد عمل دؤوب انطلق مطلع العام الميلادي الحالي، وبدأ التحضير والانتقاء والترتيبات شهورا قبل ذلك، صدرت اليوم - بحمد الله- المجلدات الأُوَلُ (8) من المعجم التاريخي للغة العربية وتضمنت ثلاثة حروف (أ، ب، ت). المشروع العملاق الذي تبناه مجمع اللغة العربية بالشارقة؛ وهو معجم تطول قصته وتتشعب تفاصيله.. لكن فكرته تقوم على رصد دلالات الألفاظ وتحولاتها منذ القدم السحيق إلى الآن، مع الاستشهاد لكل حقبة بأقدم ورود للفظ فيها، وقد عمل فيه مئات اللغويين من ثمان دول عربية. وإذا اقتصرت على الفريق الموريتاني الذي عملت ضمنه فهو حوالي 53 شخصا عند الانطلاق، وصل معظمهم إلى خط النهاية، وقادهم الشيخ الخليل النحوي (حفظه الله ووفقه) بحكمة ومهارة، ووزعوا بين أربع لجان، لكل منها منسق وخبيران وثمانية محررين. الكل من مهرة اللغويين، ومنهم مهرة في مجال الحوسبة أيضا. وبنيت منصة ألكترونية لهذا الغرض مكنتهم من البحث والانتقاء والتبادل والتشاور.
تزامن العمل مع صعوبات جمة.. منها ما يطبع البدايات عادة من تعثر وارتباك، ومنها كورونا، ومنها انقطاعان للكابل البحري عطلا الشبكة هنا.. إلى غير ذلك. هذا عدا ما يمكن تصنيفه ضمن أخبار البيت الداخلية التي لا يحسن نشرها، ولكن العمل - مع هذا- لم يخل من طُرف ودعابات وهفوات مضحكة أحيانا. وأذكر هنا أمرا رأيته غريبا: حجزت لنا - معشر الخبراء والمقررين- غرف في فندق لداع اقتضى ذلك، فانتقلنا إليها وعملنا منها أياما دون أن نصلي جماعة أو نلتقي إلا بتحفظ. أنا التقيت بثلاثة من جاعتنا لأن أبواب غرفنا متقاربة! والسبب أننا كنا في ذروة وباء كورونا. 
تحياتي وتهانئي على هذا العمل الجليل إلى إمارة الشارقة وحاكمها الذي رفض التصهين، وإلى مجمع اللغة العربية هناك، وإلى فرق المعجم في مختلف الدول العربية، ثم إلى فريق موريتانيا؛ مقررا عاما ومقرري لجان وخبراء ومحررين، وطبعا إلى القارئ والباحث والمهتم أينما كان. وأتمنى أن يستمر العمل المضني إلى النهاية.
والله ولي التوفيق

القسم: 

وكالة المنارة الإخبارية

على مدار الساعة