نظرة في بتولية ابن احميدن/الاستاذسيدي عبدالله الحارث

خميس, 02/18/2021 - 16:29

قصيدة : 
 بلغ سلامي إذا جئت البتول لها __ و قل لها إنها أغرت بي الولها 

هي أول نص معتبر يتم إدراجه في المقررات الدراسية للشاعر الموريتاني محمد ولد أبنو ولد احميدن الشقروي ؛ و هي لفتتة كريمة تذكر فتشكر للجهات المعنية و قد تأخرت كثيرا كثيرا؛ لكنها مهما يكن لا تمثل شيئا من حقه على وزارتي التهذيب و الثقافة فالرجل حقه أكبر  من ذلك بكثير لا أقل من أن يتماشى على الأقل مع جودة إبداعه و غزارة إنتاجه فالمحقق من شعره يربو على 3000 بيتا .

و أعجب من تسابق المهتمين بهذا المجال من خارج البلاد  إلى نشر شعره بينما المعنيين به على المستوى الرسمي (وزارتي التهذيب و الثقافة) كانوا فيه من الزاهدين .

و الحال لا يتعلق بولد أبنو و حده بل بكثير من أعلام البلاد الآخرين الغائبين  المغيبين عن الإعلام العمومي و الخاص و عن المناهج الدراسية؛ فإن كان ثمت مبررات عند بعضهم تبيح
تغييب شعر ولد أبنو إعلاميا و ثقافيا ؛ فما ذنب العلامة الأصولي المجتهد و الشاعر الجهبيذ المفلق حبيب الله بن الأمين بن الحاج (ت 1270) ؟ و ما ذنب صنوه العلامة الحارث بن محنض الذي كان له الفضل بعد الله في نشر اللغة العربية في السنغال و غامبيا ؟ ألا يستحق هؤلاء مساحات في الإذاعة و التلفزة و المقرارت الدراسية توفيهم بعض حقهم ؟ أليسوا أعلاما و بدورا سطعوا في سماء التاريخ من حقهم أن تخلد حياتهم اعترافا لهم بالجميل؟ لما ذا لا تطبع وزارة الثقافة كتبهم و تنشرها و تخرجها للناس ليستفيدوا منها ؟ ألا تعلم وزراة الثقافة أنها بتقاعسها عن نشر هذا التراث تحرم الكثير من طلبة العلم من نفائس الشروح المحكمة التي لو طلع عليها أمثال هارون لأنفقوا فيها خزانة الدولة ؟ و هي قبل ذلك تعرض هذا التراث للخطر إن لم يطبع و ينشر .
نرجوا أن يلقى هذا المنشور لدى الجهات المعنية آذانا صاغية و قلوبا واعية و أن تكفر عما مضى و تبادر لتدارك ما فات .

سيدي عبد الله الحارث

وكالة المنارة الإخبارية