خواطر حول تأبين الإداري لمونك/ بقلم الأستاذ يعقوب بن اليدالي

أحد, 10/24/2021 - 19:22

لبَّيت بالأمس دعوة لحضور أيام تأبينية للإداري الخلوق محمدن بن حامد رحمه الله .. وصلت إلى قصر المؤتمرات عند الساعة العاشرة صباحا وخرجت من بوابته الرئيسية في حدود الثالثة ظهراً، استمعت باهتمام طيلة أربع ساعات لشهادات أصدقاء وزملاء وأقارب الفقيد،  وقد خرجت ببعض الخواطر أحببت مشاركتها معكم من خلال النقاط التالية:
* صدق توجه الفقيد إلى الله في جميع ما كان يقوم به من عمل دنيوي أو تعبدي وإخلاصه النية لله وقد اتفق أرباب التصوف على أنه حد بألفي حد ترجع كلها إلى صدق توجه المخلوق نحو الخالق.
*  وسعت أخلاق الإداري محمدن جميع من عرفهم، فقد دلت الشهادات التي استمعنا إليها أن الرجل كان من طينة نادرة كريماً عطوفاً أميناً موطأ الأكناف يوقر الكبير ويرحم الصغير حليماً ما انتابته قطُّ سورات الغضب.
* جمع الإداري محمدن بين سعة الاطلاع والخبرة المتراكمة والجدية والالتزام، فكان  مثالا للموظف اللِّي جَادَّ اعْليهَ  الدَّول  لا يجامل ولا يحابي ولم يبع ضميره ولا تخلى عن مبادئه التي آمن بها منذ نعومة أظافره. ولم تأخذه في الله لومة لائم.
* جسد الفقيد محمدن مثالا حيا للوحدة الوطنية فأغلب المتدخلين بالأمس لم يكونوا من البيظان ولا من اترارزة ولا يمتون بصلة ل إداتشفاغ ولا لأولاد بيات. لقد كرس الرجل حياته وخبرته وعلاقاته لإثبات أن تعدد أعراق المجتمع الموريتاني يمثل عامل قوة ويشكل رافعة لتراث المجتمع وقيم الجمهورية، وقد مثلت شهادة سليل أول مدير للوظيفة العمومية مثالا حيا على ذلك.
* إن تنظيم بعض هيئات المجتمع المدني والمدرسة الوطنية للإدارة أياما تأبينية لموظف مستقيم نظيف الكف من المال العام يشكل سابقة مهمة علامة فارقة وسنة حسنة يجب التأسي بها مستقبلاً، ولا شك أن تغطية وسائل الاعلام لهذا الحدث البارز سيساهم في تعريف المجتمع بهذا الجندي الخفي الذي ترك بصمته في الإدارة الموريتانية كما بقي أثر قلمه بارزاً في العديد من النصوص المنظمة للوظيفة العمومية والبنك المركزي واللجنة الوطنية للامتحانات ووزارة العدل والإدارة العامة للميزانية... والمنظمة الدولية للفرانكفونية.
* إن تسمية شارع باسم الفقيد، وتوظيف رقمه الشخصي في التواصل الإداري، والتفكير في إنشاء جائزة باسمه، وتخصيص قاعة في المدرسة الوطنية للإدارة  لمكتبة الفقيد ومقتنياته يعتبر أمرا جوهرياً، وهنا أضم صوتي الخافت إلى صوت السيدة تركيا داداه التي أشارت في تدخلها إلى ضرورة تحويل قاعة محمدن بن حامد إلى مكتبة حديثة متخصصة في علوم الإدارة، تضم آخر الإصدارات والدوريات والكتب فتكون قبلة للباحثين والطلبة والإداريبن فيستقوا منها المعارف والمهارات حتى يتحقق حلم الفقيد بإصلاح وعصرنة ورقي الإدارة الموريتانية. 
* كان الفقيد سخي الكف كريما يقري الضيف ويواسي الضعيف ويعين على نوائب الدهر ويبدو أن هذا الجانب من حياته قد نجح في التكتم عليه وقد أشار إليه بعض المتدخلين إشارات عابرة.
* كانت معظم المداخلات صادقة العاطفة ومعبرة خاصة كلمة نجل الفقيد التي أسالت دموعاً كثيرة في القاعة وكذلك كانت كلمة الفنان محمد سالم بن الميداح وكاتبة الفقيد وزميله في اللجنة الوطنية للامتحانات...
* وسأختم هذه الخواطر بنصيحة سمعتها يوما من أحد الحكماء وملخصها أن هدف الإنسان في حياته يجب أن يتمحور حول المواضيع التي ستثار حوله يوم رحيله .. وقد نجح الإداري لِمَّوْنَكْ محمدن حامد في تحقيق ذلك الهدف ..
نسأل الله تعالى أن يتغمده برحمته ويجعل عمله الصالح في ميزان حسناته ويرزق خلفه أجر الصبر وحلاوة التسليم.
وقد حظيت على هامش التأبين بلقاء سريع مع الأديب المتميز منير بن إخليه وقد خلد الأستاذ محمد الناجي بن أحمد تلك اللحظة السعيدة من خلال التطقاته للصورة المرفقة.

القسم: 

وكالة المنارة الإخبارية

على مدار الساعة