ترجل يوم السبت الماضي،أحد أعيان المجموعة،ورجالاتها الأعيان وفتيانها الأفذاذ،هو الرجل الفاضل أحمدو بابه ولد عفان،رحمه الله،وأدخله الفردوس الأعلى من الجنة،وبارك في عقبه ورحم السلف،وبارك في الخلف.
عرفناه بالاستقامة،والتشبث بأخلاق السلف،ونهجهم في الحياة،ونكران الذات،والبساطة في كل شيء،والنخوة،والسعي الحثيث في الأمر العام،وخدمة المجموعة الألفغية في شؤونها العامة والخاصة.
كان أحمدو بابه،رجل الجماعة بمفهوم الكلمة الشامل،رأيه سديد ومستنير،في سعة صدر،وحكمة،وصبر وأناة،واحترام للرأي الآخر،وتقدير لصاحبه.
وغالبا ما يأتي بحل منطقي منصف وعادل،لعويصات المشكلات في جماعة العقد والحل،بمرونة،وحسن تعاطٍ مع الجماعة،وأدب وإنصات...
عرفته شخصيا عن قرب،وكان يعاصرني ذهنيا،وهذا لعمري شيء نادر في كبار الرجال،إذ قل منهم من يتعاطى معك،وأنت أصغر منه،لكن هذا التعاطي تحكمه الأخلاق،وعلامات المرور كل في محلها!
كان رحمه ذواقة للأدب،ذا حافظة كبيرة،سريع البديهة،حاضر الذهن،سليم الذوق...
أذكر مرة على هامش أحد اجتماعات المجموعة،أثرت موضوعا أدبيا ذا بال،قادنا إلى إنشاد بعض المنتخبات من أشعار العرب التي تبدأ ب(ألا ليت شعري...)
فافتتحت لهم بشيء من ذلك،مثل قول أبي مدين رحمة الله عليه:
ألا ليت شعري هل أرى أم جعفر!
بحيث عيون الحادثات هجوع؟
وهل لي إلى أحياء ديمان عودة؟
وهل لي إلى حي الأمير رجوع؟
طفق أحمدو بابه رحمه الله،ينشدنا على السجية،دون تلعثم أو تردد،فجاء بالعجب العجاب،وأسمعنا من جزيل الشعر،في هذا الباب ما لم يطرق مسامعنا قبل!
حاولت أن أرثيه،فكان اللغة عصية،والعبارات قاصرة،فأبت طلعة من لبتيت إلا أن تجيء غير مبالية بما يقوله عنها أهل الأدب،فليقولوا ما هم قائلون،فلا تثريب عليهم،فالرجل من عظام الرجال حقا.
وحسبي هنا أن ذكره الجميل،سيكون لها حليا،يَلفت النظر عن مستواها الأدبي والفني:
يوم السبت أربع ؤعشرين!
غشت اثنين ؤعشرين ألفين!
امش عن راجل ثمين!
أحمدو بابه ول عفان!
الراجل لمونك لمتين!
لولْ من فرسان الميدان!
امن اجماعت لَلْفغيين!
عِكْدُ فِاجماعت لَهْلْ امتان!
بالدين ؤلمروه لثنين!
والمعن والدرجه والشان!
يارب باعل عليين!
جازيه ؤخلف يا المنان!
افهذا لعيال العيين!
واتزيدُ من فضلك لا بان!
بل أحمدو بابه حاش!