لا جرم أن الناس قد خلقوا من أب واحد وأم واحدة وعلى صورة واحدة كذلك ، بيد أنهم ليسوا سواسية ، لا طبعا ولا طبيعة ، فمنهم الصالح والطالح وفيهم الشقي والسعيد ومن بينهما ..

ولما كان الأمر كذلك كان لزاما على كل إنسان أن يتخذ سبيلا يعبر معه إلى نقطة ما في هذه الحياة .
وقد سلك العالمون طرائق قددا وسبلا شتى ، كل حسب ما يوافق هواه وفطرته التي فطر عليها وحسب تسديد الله له.
وممن سلك دروب المعالي بجميع تجلياتها وتربع على عروش الفضل المتوراث *أسرة أهل محمودا* .. شهد لها بذلك التاريخ والناس ..
فقد أرست هذه الأسرة المباركة منذ قديم الزمان في صحراء الملثمين قلعة شامخة عمادها تقوى الله تعالى والتصوف والعلم والكرم .. توارثها الأبناء عن الٱباء فتعانق تليد المجد وطريفه ليرسما في جبين الدهر لوحة من الفضيلة الأصيلة تداعى إليها السابقون واللاحقون من الأدباء والشعراء ليصوروها في الكلمة الجميلة مدحا تتداوله الألسنة في المجالس والنوادي وتنشده القينات فوق المنابر  ويتغنى به الفنانون على مر العصور.
لقد مدحت هذه الأسرة بالشعر والنثر ، والفصيح والشعبي كما أنها مدحت إجمالا وتفصيلا مما يوحي برسوخ قيم الفضيلة فيها.
فهذا الأديب *سيدي ولد محمد ولد اعلى* يجملها في المدح قائلا:
أهل محمودا فات هل // واستگمر في البداية
عن ما كيفتكم حد في الْـ // ـوَلاية في الوِلاية

وهذا الأديب *المختار ولد عموه* أيضايجمل الأسرة
ويخص أحد رجالها (وهو محمدن ولد أحمدو ولد محمودا) ، بالثناء منوها بفضلها وصلاحها جملة ، يقول:

محمدن ول أحمدو ==  يلى بركت بوه إمدو
فالوليه ماخالگ كدو == والى عاندلو راه راح
والى زاد امحامر مدو == ذاك الفرصة لو ماتتاح

معدن ولاي مايدرگ == والصلاح اهلا للفلاح
صلاح أهل محمودا حگ== هوهو كيف الصلاح

وخيرت ؤلاعنها تآخير == ول الوي أحمدو لكبير
الى علامة للتيسير == وعلامة للنصر فلگباح
وزيارتهم مارة للخير == وأملى مارة للنجاح

معدن ولايه مايدرگ == والصلاح أهلا للفلاح
صلاح أهل محمودا حگ == هوهو كيف الصلاح

محمذن القطب الغاي == فالولي حامل لراي
بل البركة والولاي == وبلد للضعاف أرتياح 
والعلم ؤبل المزاي == وبلد لأحاديث الصحاح 

وخيرت ؤتفلحت أبنيوگ == ول محمد اليدالى فوگ
ذاك اطوگ الى فوگ اطوگ == الصلاح ؤفوك الطفاح
الولي الى ماه مبلوگ == الى مايعرف گول أراح

معدن ولايه مايدرگ == والصلاح أهلا للفلاح
صلاح أهل محمودا حگ == هو هو كيف صلاح

وليس هذا فحسب ؛ بل تبارى الشعراء في مدح هؤلاء الأفاضل قديما وحديثا قول العميد *أحمدو ولد الداه ولد* محمذن السالم 
متحدثا عن الولى الصالح بنوگ ولد محمودا
صالح بنوگ اروايتو //جابرها من بدايتو
شيخ ؤعاطى عنايتو //للجامن التلماد
لاهى تتعدل غايتو //ؤلاهى يغرظ لفادة

وكريم ؤشكرو مايقل //فرحت بيه البلاد
والعبادة ومفخر الـــ//ـــبلاد والعبادة

ودائمافى مدح الأسرة الكريمة حيث يقول الأديب *بابو ول عموه* 
متحدثا عنها وعن ابنها البار محمدن ولد أحمدو ولد محمودا:

محمدن بان ؤذ بان // للناس وتعرف عن كان
باين ذ ش طاه السبحان //لهل محمودا متوالي  الولايه والعلم أگران // لثنين امعاهم معالي 
 لأمور ؤشى كامل يزيان // وولدهم ظاهر في الحالي
محمدن قطب الزمان // اليوم  ؤذاك  اتبدالي  
عنو شيخ الولي الأعيان // حالو يكفي عن سؤالي

بيه اللي محمودا جدو // واخوال نگر افلهالي
ومحمدن ول احمدو // ول امْحمدَ اليدالي 

وفي الختام ندعو الجميع إلى الاعتراف لأهل الفضل بفضلهم وإنزال الناس منازلهم والابتعاد عن الإنكار على أهل الخير والصلاح ، فقيم الفضيلة يجب أن تظل تُحيا وينوه بها لكي يستمر الفضل في الإنسانية .
نسأل الله تعالى أن يلهمنا الرشاد والسداد.

الأديب : أحمدو ولد عموه