حوالي عام 2000 كنت عاكفا على حوسبة أحد مؤلفاتي، ولم يكن قد شاع استعمال الحواسيب بعد، وكان لي صديق كثيرا ما رآني مكبا على تلك المهمة، وذات مرة بات معي فرآني في الصباح أحلب شاة لنا فقال متعجبا: "قمة التناقض!" فقلت له: بل قمة الانسجام. وبعد إكمال مهمتي جلست إليه فأوضحت له أن الحياة ذاتها تقتضي ضروبا متباينة في شكلها، لكنها منسجمة في جوهرها، ومنسجمة مع الحياة نفسها.