#الشاي في الأدب...والنظرة اليوم!

تذكرت "كاف" :
هذا الخلق إبان فيه  == ياسر يبغ لعلامه 
يسمع الاذان الايجيه  == غير اتجيب الاقامه 
لأديب أحمد سالم ول ببوط رحمه الله تعالى .

#الاقامة هنا يقصد اقامة "الشاي" كما هو واضح!
من هنا جاء حب الشاي عند الموريتانيين بشكل لا يوصف، كما تجد ذلك في أغلب شعراء موريتانيا في العصور الذهبية، وعند "لمغنيين" في زمن كان "لمغني" محترم يقف له الجميع وقفة احترام وتقدير قبل توصيف أدبه في هذا الزمن الخطير  ب"المعطر" و"امنيجه" وما يطلق من أولئك المتربصين لنزع احترام الادباء "لمغنيين" وعدم احترامهم لانفسهم قبل احترام "لمغنيين" ويبررون ذلك بعدم خوفهم من الهجاء الذي يبقى وصمة عار على جبين صاحبه الى أن يرث الله الارض ومن عليها _ اعاذني الله واياكم من كل مكروه _ ويبقى للأبناء والاحفاد بعد ذلك!!..

#الشاي...
له في القلوب مكانة عظيمة تركها يعرفها كل موريتاني، كما اخذها كابرا عن كابر.

ونأخذ نماذج قليلة في "الشاي"  قول ولد حبيب الرحمن، من شعراء النصف الأول من القرن العشرين:
ومُعَتَّقٍ.. باكرْتُ.. عنْد المَطْــلعِ
والشمْسُ - بَادية السَّنَا- لمْ تطْلعِ
فسعيتُ-فيه- بحِيلتِي.. حتَّى أتَى
جَبْرَ الخواطِر.. كالعصيرِ المُنْقَعِ
وَتنَازَعَتْهُ.. حَــــــلاوَةٌ.. ومَرَارَةٌ
كِلْتَاهُمَا -عنْ شَـــأوِها- لمْ تنْزَعِ

وعلى نفس المنوال يقول الشيخ سيدي الصغير:

يُقيمُ لنا مولاي والليلُ مقمرٌ
وأضواءُ مِصباح الزجاجة تُزْهِرُ
وقد نسَمَتْ ريحُ الشمال على الرُّبى
نسيمًا بأذيال الدُّجَى يتعَثرُ
كؤوسًا من الشاه الشهيِّ شهيةً
يطيبُ بها ليْل التمَام ويقْصُرُ

وعلى نفس المنوال تجد الادباء "لمغنيين" لهم مع الشاي حكاية بطعم خاص.
يقول محمد عبد الله بن محمد آسكر :

السكر يدگدگ بالكاس = = كان اگبيل ؤلا فيه باس
وادگديگ السكر ابلملاس = = من خوف إگول السكر كر
بيه ال كر اتجيب الناس = = كر اتجيب السكاك اكر
وال ويل حد ابسكر = = لا بدال من ينكر
سكر وامل لا نكر = = لا بدال من ينكر كر

كما يقول الحسن بن حمادي:

إجيك افگـــــــــــــــراشْ = = بلحي تـتـنـــــــــــــــاش
يتبسم لك كـــــــــــــــاش = = ميت بيه اغـــــــــــلاك
واعود التحـــــــــــــــاش = = كتل گـــــــــــــاع ؤراك
مالك عن فــــــــــــــــاش = = كل انهـــــــــــــار إراك
ؤلكهول تجــــــــــــــــــر = = والترك تجــــــــــــــــاك
يعطيك اجـــــــــــــــــــدر = = يذ من سكاـــــــــــــــــك

هذه امثلة حية على حب الشاي عند الموريتانيين عموما، وتسجيل ذلك من طرف الادباء على وجه الخصوص.

واختتم بكاف لا اعرف صاحبه، كما بدات بآخر لا اتذكر قاىلة.

حد اتشفگ لا اطلع = = لتا ي ؤذ اراي
حد اشفگ ما يسلع = = تعدالُ لتاي

وعموما فقد كان مجتمع البيظان يحترم هذه التقاليد التي كانت متبعة في طريقة إعداد الشاي، فما الطريقة التي سيخذها اليوم بعد تشويه الشاي، مثل تشويه غيره كالادب "لغن" وتغيير اغلب اخلاق هؤلاء السكان.

كامل الود 
تحياتي: الهادي ولد بابو ولد عموه