مداخلة كانت محضرة أمام رئيس الجمهورية خلال لقاء الأطر بمدينة روصو/المستشار عبد الله ولد بونا

جمعة, 02/03/2023 - 11:20

مداخلتي التي لم تتم  في اجتماع الرئيس مع أطر اترارزة"

كنت شاهد عيان على أسوإ تنظيم لزيارة رئاسية هامة للولاية .

ولاشك أنها كانت زيارةهامة جدا ؛ كان الاستقبال النخبوي والشعبي فيها نوعيا لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزاني ؛ لكن سوء إدارة السلطات المحلية لها كان أكبر من الإنكار ؛ فتوجيه الدعوات إلى آلاف المواطنين للحضور في المطار لاستقبال الرئيس وتوجيه نفس الدعوات للآلاف لحضور اجتماع الرئيس بالأطر ؛ كشف سوء التنظيم والعبثية ؛ فلا مدخل مطار روصو قادر على استيعاب ذلك الكم من السيارات والمستقبلين ؛ ولا القاعة المخصصة لاجتماع الأطر تستوعب كل المدعويين؛ ولا المدعوون أنفسهم تنطبق عليهم معايير الاجتماع.

علقت صباحا  في زحمة سيارات  صعبة أمام المطار فقررت الانسحاب بصعوبة والعودة إلى المدينة؛ وحضرت مساء الخميس   بغية المشاركة في اجتماع الأطر فوجدت أمامي مشهد ازدحام كاد أن يجرفني لولا لطف الله.
 
فوضى عارمة وانتشار لقوة حفظ النظام وكأن الحشد جاء للتظاهر لا بدعوة رسمية ؛ وهرج ومرج لجمع  تجد فيه كل الفئات العمرية ؛ وكأنك في نقطة ساخنة .

انسحبت مرة ثانية بمشقة وإرهاق عائدا للعاصمة .

لقد كان مشهدا صادما ذلك المشهد الذي حضرت فيه تيارات حزب الإنصاف كل على شاكلته!

أما مداخلتي التي لم تتم فقد تضمنت نقاطا محورية كنت أود طرحها على فخامة الرئيس.

كنت في المقدمة سأرحب به  وأشكره على تحقيق إقلاع اقتصادي كنا في البداية نراه بعيدا ؛ فقد اتجه اقتصادنا للتعافي وتسارع نموه ؛ وكنت سأشكره على الاهتمام بالمهمشين والضعاف من شعبنا وعلى كرم الحزمة التاريخية للحمالة غير الدائمين ؛ تلك الحزمة التي كنت الجندي المجهول في ملفها ؛ فقد كان لي شرف المبادرة بدراسة الملف واقتراح حلول له ؛ تلقت استجابة سريعة ؛ كان أحد رجال الرئيس الأوفياء عامل الحسم فيها ؛ فقد نسقت معه ؛ وقدم هو صورة لامعة عما يجب أن يكون عليه رجال الرئيس من صدق وتواضع ومصداقية وقدرة على التغلب على العقبات.

كانت أصعب مهمة واجهتها ؛ فالنقاش مع شريحة يغلب عليها عدم ارتفاع مؤشر التعليم والوعي ليس سهلا .

كان فريق الحمالة فريقا وطنيا نبيلا أدرك صدق نيتنا وتعقيد الملف ؛ لكن ربنا العزيز الحكيم بارك جهودنا فأثمرت أهم حزمة موجهة لهذه الشريحة العزيزة من أبناء وطننا.

ولم أكن لأكتب عن الموضوع لولا ما تنامى إلى سمعي من ادعاءات لإنجازي من طرف بعض أطر الإدارة من الصف الثاني.

فهذا الإنجاز لم يمهد له على مستوى الإعداد والتفاوض والعمل الميداني أحد سواي ؛ أما على المستوى الأعلى ؛ فكان شريكي المباشر  فيه هو  الجنرال المميز بلاهي ولد أحمد عيشه ؛ قائد أركان الدرك الوطني ؛ الذي تعرفت من خلال إدارته للملف بطلب مني  على سعة وعيه وثقافته وصدقه ؛ فالدرك الوطني هو المسؤول عن تامين ميناء الصداقة وهو الأكثر إلماما بتفاصيل الملف.

كان حضور وزارة التجهيز لاحقا بعد أن ذللنا كل العقبات وتم تجهيز كل تفصيل يخدم الحمالة غير الدائمين ؛ وكانت أوامر رئيس الجمهورية حاسمة .

وكنت سأذكر فخامة الرئيس بملفات أخرى تواصل معي أصحابها ؛ وأغلبهم من الطبقات الفقيرة والهشة ؛ ويعانون عدم حسم ملفاتهم المتعلقة بقطاعات حكومية أو بشركات وسيطة تتعاقد باسمهم وتحصل على مبالغ ضخمة تمنحهم منها الفتات!

كنت سأتحدث عن ولاية اترارزه التي تمتلك قرابة 180ألف هكتار صالحة للزراعة بمواسمها الثلاثة ويتم استغلال أقل من ثلثها حاليا ؛ ورغم ذلك فهي تسهم ب80%من ناتجنا السنوي من الأرز 50%منها تنتج في مقاطعة اركيز وحدها ؛ وكنت سأتحدث عن قرابة نصف مليون رأس من الثروة الحيوانية بالولاية تسهم ب70%من الحليب المعروض في السوق رغم تدني مستوى الرعاية لهذا القطاع.

كنت سأتحدث عن القوة البشرية بالولاية وحاجتها لرفع مستوى التأطير الموجه لها ؛ فحجم التمدرس في الولاية لايكفي لتغطية حاجتها ؛ حوالي 500مدرسة ابتدائية وأقل من مائة اعدادية وثانوية وعدم كفاية من الطواقم التعليمية؛ وتواجد ضعيف لمعاهد التكوين والتأطير .

كنت سأتحدث عن ضعف البنية التحتية الصحية بالولاية عموما والحاجة لزيادتها ؛ والحاجة لطرق معبدة أكثر تربط اركيز ببتلميت و تربط بلديات المقاطعة.

وعن الحاجة لتوجيه وزارة التجهيز لتخصيص معدات كافية  لإزاحة الرمال من قلب قرى عديدة ببلديات اركيز والمذرذره مثلا وبلديات تتبع بتلميت.

كنت سأتحدث عن تحويل ريف الترارزه إلى ريف منتج عبر شبكات مزارع للأعلاف والخضراوات تروى بالمياه الجفوية المتوفرةبغزارة.

وكانت لدي لائحة مطالب مستعجلة من الحوضين وانواذيبو ؛ فنحن في حزب الإصلاح نحمل معنا هموم الوطن جميعا أينما كنا 
كنت سأتحدث عن ضرورة دعم نهضة اقتصادية في كل مقاطعة بالوطن وفي مقاطعة اركيز خصوصا عبر معاهد تأطير للشباب والنساء .
كانت لدي رؤية اقتصادية شاملة لمشاكل الوطن
ورؤية إدارية نتغلب بها على مكامن الوهن والفشل الإداري.
ورؤية إقليمية ترتكز على المطالبة بمراجعة جميع الاتفاقيات القديمة والحديثة مع دول الإقليم لتوائم صناعة مصالح بلدنا أولا ثم المصالح المشتركة مع دول الإقليم.

كنت سأتحدث عن ضرورة محاربة بقايا ثقافة الفساد في الإدارة ومحاصرة فلول الفساد المتبقية في الأحزاب والإدارة لأنها هي وصمة الفشل الوحيدة المتبقية في واجهة برنامج فخامة الرئيس ؛ ذلك البرنامج الاستراتيجي للنهوض ببلد يحتاج الخروج من عباءة الفساد والتخلف ؛ وقد آن أن يلقيها بعيدا ؛ ففي عهد فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لا مكان  للفساد والمفسدين ولا مكان لكل أفاك أثيم

 

القسم: 

وكالة المنارة الإخبارية

على مدار الساعة