"المنارة"تحاور أحد الاعلاميين الصحراويين عن تطورات الوضع بالكركرات(خاص)

جمعة, 11/13/2020 - 16:25

وكالة المنارة الاخبارية أحرصت ان تجعل القراء الكرام في مستجدات الوضع بالكركرات وما لعبه الجيش المغربي والبوليساريو.

وحاورت الاعلامي والناشط السياسي محمد سالم ولد  عبد الفتاح

ورد على سؤال لوكالة المنارة الاخبارية ماهو آخر التطورات في الكركرات بالصحراء؟

رد الأستاذ محمد سالم قائلا: بداية أشكركم طاقم وكالة المنارة الإخبارية على الاستضافة وإتاحة الفرصة، 
بخصوص سؤالكم حول التطورات الاخيرة في منطقة الكركرات، فما جرى بحسب البيانات الصادرة عن الطرفين المغرب والبوليساريو، فقد أقدم الجانب المغربي على فتح ثغرات في الجدار شرق المعبر لأجل تأمين سير الطريق و"وضع حد لحالة العرقلة الناجمة عن هذه الأعمال وإعادة إرساء حرية التنقل المدني والتجاري" بحسب بيان الخارجية المغربية. وهو ما حذى بالبوليساريو الى سحب قواتها المتواجدة في عين المكان الى جانب المتظاهرين المحسوبين عليها، تفاديا في ما يبدو لوقوعهم فريسة سهلة للجيش المغربي، في حال تطورت الأمور الى حرب مفتوحة وتدخلت القوات المغربية عبر الثغرة الجديدة، ما يعني عسكريا إمكانية تطويق القوة التابعة للبوليساريو المتواجدة في عين المكان.
وبخصوص إمكانية العودة للحرب فالإجراء العسكري المحدود الذي أقدم عليه المغرب يعد فعلا بمثابة خرق لملحق اتفاق وقف النار رقم واحد، المذي وقعه عن جانب البوليساريو زعيمها الحالي ابراهيم غالي إبان شغله لمنصب وزير دفاع الجبهة في 24 من ديسمبر سنة 1997، فيما لم يوقع من الجانب المغربي سوى في بتاريخ 22 يناير 1998، لكن هذا الخرق لا يتجاوز درجة خرق البوليساريو منذ إنزالها لعناصر مسلحة في المنطقة "منزوعة السلاح" التي توافق الطرفان على اقرارها بموجب نفس ملحق الاتفاق على مسافة 5 كلم المحاذية للجدار العسكري الذي يعتبر بدوره بمثابة خط للهدنة، في حين تم إقرار مسافة 60 كلم كمنطقة "محدودة الحركة جدا".

رغم ذلك فالعودة الى أعمال عسكرية موسعة لا تزال مستبعدة، خاصة بالنظر الى الرسالة التي سارع ابراهيم غالي الى توجيهها الى الأمين العام للأمم المتحدة والتي وصف فيها الاجراءات المغربية بالانتهاك الصارخ لوقف اطلاق النار، أما الخارجية المغربية فقد أحالت في بيانها على جهود الامم المتحدة لحفظ السلام في الإقليم، وبالتالي يتضح جليا أن كلا الطرفين لا يزالان يعولان على مساعي الأمم المتحدة التي في مقدمة مهام بعثتها بالاقليم مراقبة احترام الطرفين لاتفاق وقف إطلاق النار والحيلولة دون الانجرار الى الأعمال العسكرية..

عمليا تبدو البوليساريو قد خسرت تموقعها في الكركرات، فسواء استمرت المناوشات الحالية في ما بين الطرفين، أو تطورت إلى أعمال عسكرية موسعة - لا قدر الله - فلن يكون بمقدرة العناصر المسلحة التابعة للبوليساريو التواجد مجددا في "الكركرات"، لسبب بسيط وهو أن المسافة من نقطة نهاية الجدار على الساحل الغربي وإلى حدود منطقة "إينال"، حوالي 250 كلم شرق "لكويرة"، لا يكاد يتجاوز فيها عرض ما بين الجدار العسكري والحدود الموريتانية مسافة الـ 5 كلم، أي أن أي تحرك لقوات البوليساريو فيها سيكون على مرمى نيران الجانب المغربي..

أتوقع أن يحافظ الجانبان على حالة التأهب القصوى تحسبا لأي تصعيد قد يقدم عليه أحدهما، من قبيل المناوشة التي أقدمت عليها البوليساريو صبيحة اليوم في المحبس، والتي قد تكون الغاية منها مجرد التغطية على انسحابها من الكركرات، خاصة بعد إصدارها لبيان رسمي تتنصل فيه من اتفاق وقف إطلاق النار، لكن لا أظن أن الطرفين سينجران الى الدخول في مواجهات موسعة، فما سيركزان عليه في الفترة المقبلة هو تعزيز تموقعها في غضون تدخل الأمم المتحدة لأجل حثهما على وقف الأعمال الحربية والعودة الى طاولة المفاوضات، ولكن ربما بمواقف ومقاربات مغايرة لسياساتهما المعتمدة في ما مضى.

القسم: 

وكالة المنارة الإخبارية

على مدار الساعة