لا توجد بين الفرح والسرور مسافة يمكن للمرء العاقل أن يحشر فيها نفسه وإن كان يوجد هامش لبسمة "ما" فإنها تقع من باب الشذوذ عن القاعدة...
نعم لقد فرض علي هذا المشهد ان ابتسم وكيف لا وأنا أشاهد الاخوة السعوديين يحتفون بهبوط اول طائرة موريتانية في مطار مدينة سيد الأولين والآخرين، ويرشونها بماء زمزم المبارك...هذا مبعث للبهجة والسرور ، لكن إذا نظرنا إلى هذا الفرح من زاوية أخرى فسيكون الحزن سيد المشهد وبدون منازع ،أليست هذه الطائرة قادمة من بلاد تصنف عالميا أنها من أكبر الدول المصدرة لخام الحديد وبها أكبر مناجم الذهب وفيها ثروة سمكية متجددة تهاجر إلى مياهها الدافئة حيتان العالم ،وفيها سهول زراعية خصبة،وعلى أبواب عصر غازي واعد يفتح الأبواب أمام طفرة تنموية باذخة نتمنى أن لا تتبخر أمام أعيننا...مثلما لَيَّنَت اضراس المفسدين مقدرات البلد الأخرى... !!؟
فهل ينبغي لي أن افرح بهبوط طائرة لأول مرة في مطار المدينة وأنا ابن أرض وبحر أعطى كل واحد منهما ما في بطنه وما في اعماقه وما على وجهه ؟
#لن تجرفني شعبوية مهما كان مد موجها، ولن أرضى لنفسي أن أكون سخيفا إلى درجة الفرح بأوجاعي...
كتبه/عبيد ربه وأسير ذنبه:
الشيخ سيدي محمد ولد مَعٍ.