وكالة المنارة الإخبارية تعيش مناطق شاسعة من ولاية ترارزة تداعيات النقص الحاد الملاحظ في نسب تهاطل الأمطار خلال خريف هذه السنة 2019، حيث بدأت بوادر جفاف شامل تخيم في المنطقة، وذلك بفعل تأخر الأمطار وارتفاع درجة الحرارة منذ بداية أغسطس الجاري.
وأصبح شبح الجفاف هاجسا مقلقا يؤرق كاهل المنمنين في الولاية السادسة التي تعودت على تأخر الأمطار ولكن هذه السنة 2019 زادت على ما كانت عليه خلال السنوات الماضية.
سكان بلدية الخط بمقاطعة المذرذرة عبروا عن هذه الأوضاع الكارثة وقالوا أنهم يمرون بظروف معيشية قاسية، بفعل آثار الجفاف المدمرة للثروة الحيوانية، وارتفاع تكلفة علف الحيوان وكذلك المواد الغذائية، هذا مع محدودية الدخل أيضا،وأضاف بعضهم في إتصال هاتفي بوكالة المنارة الإخبارية أن جفاف هذه السنة تذكرهم بسنين جفاف ضربت المنطقة في أعوام سالفة وخلفت خسائر كبيرة، ويؤكدون أن مزاولة التنمية الحيوانية في هذه السنة تحتاج كثيرا من المثابرة والصبر والاستفادة من خدمات البيطريين حتى يتمكنوا من عبور صيفها القاحل بأمان وسلام ويتجنبوا ما يمكن تجنبه من الخسائر.
نتيجة لندرة الأعشاب وانعدام والمرعى في كثير من أرجاء منطقة ولاية ترارزة وخاصة بلدية الخط أصبح جل المنمين مرغمين على البحث عن بدائل من أجل المحافظة على ثروتهم الحيوانية المهددة بالجفاف، فألجأتهم الظروف القاهرة إلى شراء الأعلاف التي تشهد أسعارها منذ فترة ارتفاعا متزايدا رغم أن الوقت لا يزال مبكرا جدا.
بعض المنمين يلجأ إلى المغادرة إلى الجارة الجنوبية السينغالي، وبدأت الحيولنات في الهجرة بدون سائق ــ وفق تعبير المني احمد ولد احمد فال ــ في وقت يفضل فيه بعضهم الوطن وترك الماشية عن الهجرة، رغم انعدام المراعي المناسبة"، وأضاف قائلا: إنه يعرف كثيرا من زملائه المنمين يمتلكون ثروة حيوانية هائلة في السنغال.
وطالب سكلن بلدية الخط وغيرهم من سكان الولاية الدولة الموريتانية بالتدخل العاجل لإنقاء الآلاف من الحيوانات من هذا الجفاف الحاد بفعل تأخر الأمطار.
وقالت إحدى نساء البلدية إن الدولة مطالبة بالتدخل من أجل توزيع بعض المواد الغذائية بشكل عاجل، وتفادى ظهور حالات حادة من سوء التغذية بالمنطقة بين الأطفال والنساء، فى وقت يكابد فيه الآلاف من أجل إنقاد مايمتلكون.
هذا وتصاحب عادة الجفاف الأمراض الكثيرة والقاتلة وكالذئاب المفترسة، وأمراض الجلد، وغير ذلك مما يجعل المنمين في حالة استنفار دائمة.
تعد منظقة الخط إحدى المناطق الرعوية والزراعية وذات مناظر خلابة، كلما قربت منها بدا لك انبساط الفضاء واتساعه، وتبدت لك أشجار القتاد المصطفة بانتظام وتدخلها تكرر عن قهر قول الشاعر والعلامة أمحمد ولد أحمد يورة :
قف بالربوع التي بالخط أدراسا لاعار في وقفة فيها ولا باسا
من لم ير الخط ممطورا وساكنه فإنه لم ير الدنيا و لا الناسا
